تحويل مسار المعدة

إن تحويل مسار المعدة (Gastric Bypass) هي أحد أقدم العمليات المتخصصة لمعالجة السمنة المفرطة، حيث أنها بدأت في الولايات المتحدة الأميركية في أواخر الستينات، بعد أن لاحظ بعض الجراحين فقدان الوزن بعد إجراء عمليات لمعالجة القرحة المعوية. وتعتبر هذه العملية الأشهر من نوعها في الولايات المتحدة الأميركية. وتتم عن طريق استخدام منظار عبر شقوق صغيرة (كثقب المفتاح) في معظم الحالات.
خطوات العملية تتمثل بما يلي:

  1. تقسيم المعدة إلى قسمين، القسم الأول هو صغير قياسه حوالي 30 مل و هو موصول بالأمعاء الدقيقة، والقسم الثاني هو بقية المعدة الذي لن يكون على اتصال بالطعام. ويتم التقسيم عن طريق استخدام الدبابيس .
  2. الخطوة الثانية تتمثل في تقسيم الأمعاء وإنشاء اتصال بين المعدة الصغرة والأمعاء، ومن ثم يتم توصيل الأمعاء التي تحمل عصارات الكبد والبنكرياس إلى بقية الأمعاء، التي تبعد حالي 100 إلى 150 سم عن المعدة المصغرة (انظر الرسم البياني). بهذه الطريقة تختلط العصارات الهاضمة مع الطعام، ويتم امتصاص السعرات الحرارية بشكل طبيعي.

النتائج

بداية عملية فقدان الوزن مباشرة بعد العملية وتستمر حتى 12 إلى 18 شهر، وفي هذا الوقت يكون متوسط فقدان الوزن هو حوالي 30٪ من الوزن في البداية، وبعد السنة الثانية يستعيد معظم المرضى قليلاً من الوزن، مما يعني أن فقدان الوزن خلال 10 إلى 15 عام يكون بين 20-25%من الوزن في لبداية.

ومن المهم أيضاً ذكر أن عملية تحويل مسار المعدة قد أثبتت كفاءتها كأفضل علاج لمرض السكري والعديد من الأمراض الصحية التي تتعلق بالسمنة المفرطة، كالمشاكل في ضغط الدم، وانقطاع التنفس أثناء النوم. حيث أن معظم المرضى يشعرون بتحسن وراحة أكبر، كما وقد أثبتتالدراسات بأن المرضى الذين يخضعون لهذه العملية يعيشون لفترات أطول، وتكون إمكانية إصابتهم ببعض أنواع الأمراض السرطانية أقل.

المخاطر والآثار الجانبية

تحدث مشاكل خطيرة مباشرة بعد إجراء العملية عند 5% فقط من المرضى، وتشمل تخثر الدم في الأوردة (تجلط الدم)، وحدوث التهاب ونزيف وانسداد في الأمعاء، ومعظم هذه الآثار تظهر في الأيام الأولى بعد إجراء العملية. ويمكن السيطرة على هذه المضاعفات عن طريق التشغيص و المعالجة المبكرة.

إن خطر الموت نتيجة لهذه العملية هو قليل جداً بنسبة أقل من 0.3% في المراكز الجراحية لعلاج السمنة ذات الخبرة مثل مركزنا. تشمل الآثار الجانبية على المدى الطويل قرحة معدية، والتهاب في المعدة، وتهيج في العصارات الصفراوية، وفقدان شعر مؤقت، وتعب في بعض الأحيان، وفقر بالدم، ونقص بالفيتامينات، وحدوث حصى في المرارة، وترهل في الجلد. لهذا فإنه من الضروري المتابعة المنتظمة وإجراء تحاليل للدم على الأقل (مرتين) في السنة.

لوحظ أيضاً ظهور أعراض ناتجة عن هبوط السكر في الدم و هذا ناتج عن تناول أطعمة تحوي على سعرات حرارية عالية، وتشمل هذه الأعراض الشعور بالتعب، والدوخة، وشبه إغماء وتسارع بضربات القلب، وتعرق بارد، تناول الأطعمة المليئة بالسكر بعد عملية تحوير المسار، يحفز البنكرياس على إفراز مادة الأنسولين بكميات كبيرة في الدم، مما يخفض سكر الدم. ويمكن تفادي الإصابة بعد الأعراض بالابتعاد عن الأطعمة المليئة بالسعرات الحرارية، والاعتماد على الخضروات والبروتينات.

الحياة بعد إجراء تحويل مسار المعدة

تتطلب العملية حوالي ال90 دقيقة، ومتوسط البقاء في المشفى هو يومان. أما بالنسبة للنظام الغذائي، فهو يتضمن تناول السوائل لمدة ثلاثة أيام، ومن ثم الانتقال إلى السوائل السميكة لمدة خمسة أيام، وبعدها تناول الطعام اللين لمدة أسبوع. ومن ثم يمكن العودة إلى تناول الطعام الطبيعي. يستطيع معظم المرضى العودة إلى العمل بعد عشرة ايام من العملية، واستئناف ممارسة التمارين الرياضية بعد ثلاثة أسابيع.

إن الالتزام بالطعام الصحي على المدى الطويل والتمارين الرياضية المنتظمة هي أمور هامة لضمان نجاح العملية.

لا تدع الدهون تسيطر على مستقبلك

تواصل معنا للحصول على حل شامل لجميع مشاكل السمنة.